إهداء

.إلى من زرع الحب والحلم بين جفوني

أجمل البحار

.ذلك الذي لم يزره أحد بعد

أجمل الأطفال

.ذلك الذي لم يكبر بعد

أجمل أيامنا

.تلك التي لم نعشها بعد

أجمل الكلمات

.تلك التي لم أقلها بعد

26 March 2010

هل تتحدث لغة الألوان؟ - ترجمة مروة حسن عبد السلام


ترجمة: مروة حسن عبد السلام



التأثير النفسي للألوان
تؤثر الألوان في كل لحظة من حياتنا، على الرغم من أن اختيارنا لها غالبًا ما يتم بشكلٍ غير واعٍ وغير مقصود. ولكن في الحقيقة، للألوان أثرها النفسي الكبير على المرء يتجلى في الملابس التي يختارها وديكورات منزله، بل وحتى شخصيته والطعام الذي يفضل تناوله.

من الممكن أن نجعل الألوان جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية بشكلٍ من شأنه أن يبث النشاط والحماس في أرواحنا، ويهدئ أعصابنا المتوترة من ضغوط العمل المتراكمة، ويحفز شهيتنا وإقبالنا على الحياة، وينشر حولنا جوًا من الحب والرومانسية.



الأزرق مثلاً قد يكون له أثر مُهدئ أو قد يبعث على الاكتئاب لأنه من الألوان الباردة، هذا يختلف حسب مدى انتشار هذا اللون حول المرء. كما أن هناك إيحاءات نفسية أخرى يبعثها هذا اللون في الفرد، منها على سبيل المثال: البرودة والنقاء والهدوء والاسترخاء والأمل والأمان والطمأنينة والثقة. وهو يجعل العقل صافيًا وقادرًا على الإبداع. كما أن له تأثيرًا مباشرًا على الجهاز العصبي الذاتي؛ حيث إنه يريح الأعصاب. فدون وعي منا، نربط هذا اللون بالسماء، فنشعر بالهدوء والاسترخاء. من ناحية أخرى، فإن الأزرق القاتم له تأثير مُخدر، وإذا زاد انتشاره حول الإنسان فقد يصيبه بالاكتئاب. علاوة على هذا، فالأزرق يثبط الشهية، وقد يكون سبب ذلك أننا ندرك أن الطبيعة لا تُنتج طعامًا بهذا اللون باستثناء التوت الأزرق. أما من ناحية الديكور، فالأزرق يوحي برحابة في المكان ويبعث على التفكير العميق والمتأمل. إذا كنت تحب ارتداء اللون الأزرق، فإن ذلك يعكس استقلاليتك وحساسيتك وذكاءك. كما أنه يجعل مخيلتك خصبة بالأفكار المبتكرة والعملية، ويجعلك تهتم بتحمل مسئولية الآخرين. وعلى الرغم من أن محبي اللون الأزرق يتسمون بقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم، فإنهم في الوقت نفسه يحتاجون إلى أن يكونوا محاطين بالحب والحنان.

يُجسِّد اللون البني الطبيعة والتربة، فنشعر بالاسترخاء والمساندة والدعم. محبو هذا اللون معروف عنهم أنهم لا يُعبِّرون عن مشاعرهم، بل هم انطوائيون ومتقوقعون على أنفسهم وينسحبون دائمًا خوفًا من العالم الواقعي، لهذا فهم يعانون من افتقار التقدير للذات. وهم يحبون هذا اللون لأنه يشعرهم بالاستقرار والأمان والارتباط بالأرض. عادةً ما يتسم الأفراد الذين يرتدون ثيابًا بهذا اللون بالأمانة والحساسية والتحفظ سعيًا منهم وراء الشعور بالاستقرار النفسي والحصول على القبول من الآخرين. كما أنهم يحبون الحياة المنظمة التي يخططون لها بعناية.


معروف عن اللون البرتقالي أنه يجذب الانتباه، كما أنه مُنشط للذهن والجسم ومضاد للاكتئاب ويرفع من الروح المعنوية للإنسان ببث مشاعر الاستقرار والدفء والسعادة والإبداع والمرح والفكاهة وكذلك الاستقلالية. وعلى عكس اللون البني، فالبرتقالي يحرر مشاعر المرء ويرفع عنه إحساسه بالرثاء على نفسه ويزيد من تقديره لذاته، كما أنه يجعله غير مستعد للتسامح مع الآخرين. وللون البرتقالي أيضًا أثره على جسم الإنسان؛ إذ إنه يحفز الجهاز الهضمي. يتسم محبو هذا اللون عادةً بالنشاط ونفاد الصبر والاستقلالية والحماس وحب التنافس.


يعتبر اللون الأحمر أقوى الألوان بفضل قدرته على تنشيط القلب والدورة الدموية، فيزيد بذلك سرعة نبضات القلب. والأحمر لون جذاب وحيوي وجريء وحسي. يتسم محبو هذا اللون بالعناد والشجاعة والطموح وسرعة الانفعال والغضب. غالبًا ما تكون لهذا اللون ايحاءات إيجابية؛ لأنه يساعد الأفراد في التخلص من الأفكار المتشائمة والسلبية، على الرغم من أن الأحمر الصارخ قد يهيج الفرد ويدفعه إلى الغضب ونفاد الصبر. كما يوحي الأحمر بحالة من الاستقرار المادي والثقة وحب المخاطرة والمغامرة. يتسم محبو هذا اللون بالتلقائية والاندفاع والنشاط والشجاعة والطموح والقدرة على التواصل مع الآخرين والسعي وراء أن يكونوا محور الاهتمام. كما أن هذا اللون يحفز الشهية أكثر من أي لون آخر.


ينقل اللون البنفسجي رسائل متباينة لأنه يمزج بين اللونين الأحمر والأزرق. فهو يرتبط غالبًا بمن يشعرون بالقوة والثقة بالنفس والروحانية والإبداع سواء من ناحية الجمال أو الفن. كما أن هذا اللون يحقق التوازن العقلي ويجلب الراحة والهدوء ويخلص المرء من الخوف. مع هذا، فمحبو اللون البنفسجي قد يتسمون بالغرور أحيانًا لأنهم لا يحبون إلا الأشياء المثالية.

للون الوردي إيحاءات رقيقة وهادئة، وهو يحفز ظهور مشاعر مثل الحب والعطف والاهتمام. هو لون مهدئ ودافئ ويبعث على البهجة والفرح ويقلل من مشاعر الغضب والانفعال والعنف. يتسم محبو هذا اللون بالرقة والتعاطف، وهم عادةً في حاجة إلى الدعم من الآخرين وأحيانًا تكون تصرفاتهم طفولية. يجمع اللون الوردي بين اللونين الأحمر والأبيض، لذا فهو لون حسي يحمل مسحة من البراءة.

يعكس اللون الأخضر النقاء والطهارة والسلام والحرية والاسترخاء والأمان والتفاؤل. وبما أنه لون يعبر عن الحياة والطبيعة، فإنه يساعدنا على التواصل والتعاطف مع الآخرين. يحقق هذا اللون التوازن النفسي والعقلي، لذا فهو يفيد القلب ويقلل من ارتفاع ضغط الدم. يتسم محبو هذا اللون بالحذر والهدوء والتعاطف.

يعد الأصفر أكثر الألوان الباعثة على الدفء والبهجة والسعادة. وهو ينشط العقل فيجعل الأفراد متحفزين ويقظين وعقولهم صافية، لهذا يُفضَّل دهان جدران مكاتب العمل بهذا اللون. كما أنه ينشط الذاكرة ويُمكِّن المرء من اتخاذ القرار بحسم وتكوين أفكار جديدة ومبتكرة وتقبل آراء الآخرين. يتسم محبو هذا اللون بالتلقائية والنشاط والحيوية والتألق والقدرة على تحفيز الآخرين.

بالنسبة للون الأسود، فهو يعكس غموضًا وسيطرة، وهو مرتبط أيضًا بالحداد والحزن. يتسم محبو هذا اللون بإرادة من حديد وبالثقة والقوة والنظام والاستقلالية، وهم يرفضون تلقي المساعدة من الآخرين ويميلون إلى التمرد.

يرتبط اللون الأبيض دائمًا بالنقاء والنظافة والطهارة والسلام. وهو يوحي بجو من الحرية والانفتاح. ومع هذا، فالإفراط في نشر هذا اللون قد يبعث على الشعور بالبرد والانعزال، أو قد يسبب الصداع والإجهاد للعين. يجمع اللون الأبيض بين جميع ألوان الطيف، لذا فإن الشخص الذي يرتدي هذا اللون يعكس أنه شخص إيجابي ومتوازن ومتفائل. كما أن محبي هذا اللون يحاولون الابتعاد عن الضغوط التي تفرضها الحياة.

أما اللون الرمادي، فيعطي انطباعًا بالاستقلالية والثقة بالنفس والسيطرة. ومع هذا، فإنه يوحي بمشاعر سلبية وقد يجعل الفرد يشعر بالوحدة والضعف.

في النهاية، تلعب الألوان دورًا كبيرًا في التأثير على نفسية الأفراد. فمثلما هي مرتبطة بحياتنا الجمالية، فهي مرتبطة أيضًا بحياتنا النفسية؛ إذ إنها قادرة على إشعار الفرد بالتفاؤل والسعادة أو الإحباط واليأس والحزن.