إهداء

.إلى من زرع الحب والحلم بين جفوني

أجمل البحار

.ذلك الذي لم يزره أحد بعد

أجمل الأطفال

.ذلك الذي لم يكبر بعد

أجمل أيامنا

.تلك التي لم نعشها بعد

أجمل الكلمات

.تلك التي لم أقلها بعد

31 March 2007

ما وراء الجفون: ترجمة مروة حسن عبد السلام



ترجمة: مروة حسن عبد السلام


هذه المقالة نشرتها لي مجلة العربي الكويتية في عدد إبريل 2007 صفحة 175


إن الحلم شيء طبيعي نمارسه مثله مثل التنفس. فليس علينا سوى أن نسدل أجفاننا لنسقط في آبار النوم والأحلام. في بعض الأحايين، قد تتكرر أحلام المرء، الأمر الذي يقودنا إلى طرح بضعة أسئلة مثل: من أين تنبع الأحلام؟ وهل ثمة تفسير علمي لها؟ وما أهميتها؟ لقد شرع علماء النفس في العقود الأخيرة في فك شيفرة المخ البشري وإلقاء النور على الأركان المظلمة فيه. وهذا المقال يتناول تاريخًا موجزًا لعلم تأويل الأحلام.

منبع الأحلام
هل حقيقي أن العين هي نافذة الروح، أم أنها الصندوق الخاوي الذي يقذف فيه العقل الباطن بمخلفاته؟ حقيقةً، إن ثمة جدال دائر بين علماء النفس حول ماهية الأحلام والسبب وراء حدوثها. وفي الوقت نفسه، توصل فريق منهم إلى اكتشاف الكثير عن خبايا النفس البشرية بفضل تفسير الأحلام.
في كل ليلة يحلم المرء عدة مرات، وتتراوح مدة الحلم الواحد بين عشر دقائق إلى خمس وأربعين دقيقة، وذلك نقلاً عن جمعية دراسة الأحلام . أما أكثر الأحلام وضوحًا فهي التي تحدث في أثناء مرحلة الاختلاج أو حركة العين السريعة خلال نومنا (وهي الفترة التي ينشط فيها المخ كثيرًا، فتجول العين تحت الجفن في سرعة، كما يحدث ارتخاء تام لعضلات الجسم). وفي هذه المرحلة، ينتابنا حلم جديد كل تسعين دقيقة تقريبًا. وكلما أمعنا في النوم، زادت أحلامنا وضوحًا، لا سيما في تلك الساعة التي تسبق الاستيقاظ. وقد وجد العلماء أنه في أثناء حركة العين السريعة تتكون دفقات كهربائية نابعة من مناطق التفكير والحركة بالمخ، الأمر الذي دفعهم إلى الاعتقاد بأن قشرة المخ تعمل بنشاط كبير في ذلك الوقت لترجمة النبضات العصبية الغريبة وفهمها. ومن هذا المنطلق، خرجت نظرية تقول إن المرء قد يأتيه حلم دموي نتيجة التعرض لمشاهد عنف، وليس العكس.
وجدير بالذكر أن أحلام الطفل في سنوات عمره الأولى تتسم بالبساطة وعدم الانفعالية، على الرغم من شيوع الكوابيس بين الأطفال في هذه المرحلة العمرية. وما أن ينضج الطفل حتى يصيب التعقيد أحلامه التي تتم في إطار درامي، فيجد نفسه وقد صار جزءًا من الحلم. وفي هذه الحالة، تبرز مشاعر كريهة في الأحلام، كالغضب والخوف، هذا غير أن الإثارة الجنسية في الحلم أمر شائع وطبيعي. وبخلاف الاعتقاد السائد بين الناس، فإن معظم الأحلام تكون بالألوان، حتى وإن لم يدرك المرء ذلك. كما أن الموت في الحلم لا يعني بالضرورة موت الحالم في الحياة الواقعية. وعلى الرغم من الدراسات العلمية التي أجريت لاكتشاف ما إذا كانت الأحلام قادرة على التنبؤ بالمستقبل أم لا، فلم يظهر بعد دليل علمي لتأكيد هذا الاعتقاد. وعلينا أن نشير هنا إلى أن أكثر الأشياء التي تميز الأحلام بالغرابة هي عدم قدرة المرء على تذكر تفاصيلها بكل دقة بعد الاستيقاظ، وإن ظلت بعض التفاصيل لحلم أو آخر عالقة بالذهن ما أن يسترد الإنسان وعيه.

تاريخ تفسير الأحلام
حاول الإنسان أن يفك رموز الأحلام منذ عهد بعيد. ولعل أول السجلات التي تم العثور عليها يعود تاريخها إلى نحو 5000 عام، وكان ذلك في بلاد الرافدين. فالألواح الطينية التي تنتسب إلى الملك الأشوري "أشوربانيبال" في القرن السابع قبل الميلاد تحكي ملحمة "جلجامش" حاكم آوروك
في العراق، الذي نسب الأحلام إلى أمه الآلهة بهدف تفسيرها. أما الفراعنة والإغريق، فقد آمنوا بأن الآلهة تزور النيام في الأحلام، في حين اعتقد الصينيون أن الروح تفارق الجسد عند النوم، وأن الأحلام نابعة من خبرات الروح في ترحالها. يشتمل التلمود على ما لا يقل عن مائتي إشارة إلى الأحلام، كما أن الكتب الهندية المقدسة التي جُمعت بين عامي 1500 و1000 قبل الميلاد ترى في الأحلام فألاً حسنًا أو نذير شؤم، حسب أفعال النائم في الحلم.
وفي العصور الوسطى، بدأ الناس يفسرون الأحلام انطلاقًا من منظور ديني. فقد رأى العديد من الناس ممن يدينون بالمسيحية أن إبليس هو المسئول الأول عن نشوء الأحلام. وبناءً على ذلك، كانت العديد من الأحلام تُفسر على نحو خاطئ، فصارت تجعل من المرء إما عبدًا تقيًا أو آثمًا شقيًا. لدرجة أن بعض النساء كن يحرقن أحياء بسبب أحلامهن.
ومع مطلع القرن العشرين، أضحى العلماء ينظرون إلى علم تحليل الأحلام نظرة مختلفة تمامًا، وذلك حين قدم عالم النفس "سيجمند فرويد" نظريته في التحليل النفسي للأحلام. فقد رأى "فرويد" أن ثمة نوعان من الأحلام: أحلام العقل الباطن (التي تحتوي على خيالات وأماني لاواعية)، وأحلام المُتَنَفَس (وهي ذات محتوى سطحي وتمثل أمورًا غير واعية أو كامنة). أما عالم النفس "كارل يانج" الذي عاصر فترة ظهور "فرويد" فكانت له نظرية مختلفة؛ إذ رأى أن محتوى الأحلام عبارة عن مجموعة من التجليات التي تساعد المرء على علاج مشاكله العاطفية وهمومه ومخاوفه وصراعاته. ورجح أن الأحلام المتكررة تجسد همومًا نفسية مُهمَلة تعاود الظهور في الأحلام رموزًا وصورًا تعبيرية.
وقد أُجريت في السنوات الأخيرة مزيد من الدراسات البحثية التي تتناول مسألة النوم والأحلام. وأكدت إحدى هذه الدراسات التي أجريت في جامعة "شيكاغو" بالولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي، أكدت أن لبعض الأحلام أسباب فسيولوجية، وأن الأحلام عمومًا تعتمد على مراحل النوم المختلفة. وأوضح الطبيب النفسي "ستيفن لابيرج" أن الإنسان قادر على البقاء في وضع الاستيقاظ وهو نائم، وهي ظاهرة أطلق عليها اسم (الأحلام الواعية).
ومع أننا لم نعرف الكثير بعد عن عالم الأحلام حتى يومنا هذا، فإن معظم خبراء تحليل الأحلام يتفقون على أن الأحلام تعكس أفكارنا ومشاعرنا الدفينة الكامنة. وجدير بالذكر أن ثمة مواضيع ورموز وقوالب شائعة تأتي للكثيرين في أحلامهم ولها معانٍ وتفسيرات متباينة بالنسبة لحالة كل فرد. ومع هذا، لم يزل الجدال دائرًا فيما إذا كان للأحلام تفسير أو معنى، وإن كان الثابت أن كل حلم فريد ومستقل بذاته، وليس له معنى إلا بالنسبة لصاحبه.

أهمية تحليل الأحلام
يعتبر تحليل الأحلام في الوقت الراهن في غاية الأهمية بالنسبة لعلماء وأطباء النفس. فهو وسيلة مفيدة لاكتشاف الذات، فضلاً عن استخدامه في العلاج النفسي للكشف عن الحوادث والصدمات التي تعرض لها الإنسان في الماضي. إن تحليل الأحلام أسلوب ممتع للتعرف على شخصية المرء وذاته الخبيئة، حتى لو لم تكن أحلامه متكررة. فليس عليه سوى الانتباه إلى الرسائل التي يرسلها إليه العقل الباطن. ونضيف هنا كلمات د. "ستيفن لابيرج" الذي يقول: "تنبع الأحلام من داخلنا. لذا، فهي قادرة على أن تكشف لنا عن أمانينا ومخاوفنا وتطلعاتنا وآرائنا بالعالم المحيط بنا بصفةٍ عامة. لم يزل تحليل الأحلام فنًا أكثر منه علمًا. فنواحي تحليل الأحلام العلمية تشتمل على معرفة بحالة المخ الذي هو أساس عملية الحلم، بالإضافة إلى الأشياء التي تحدد محتوى الأحلام، وأساليب وتقنيات التحكم فيها.
ويقول "بوني راسل" أحد علماء تحليل الأحلام بولاية كاليفورنيا الأمريكية والذي اهتم بدراسة الأحلام لعشر سنوات، يقول إن كل فرد فينا يأتيه حلم له هدف معين في إطار قصصي درامي، وأن مهمتنا هي اكتشاف القصة والأزمة والحل. ويضيف: "أرى أن الإنسان إذا قمع مشاعره وذكرياته، فإنها تجد لها متنفسًا بطريق آخر. هذا المتنفس هو عالم الأحلام. إن كل حلم يعبر عن رسالة من الواجب إدراكها واستيعابها".
أما المحللة النفسية "لورين لورينس" التي تعمل بمدينة نيويورك فتقول: "تمتص الأحلام المشاعر والأفكار من العقل الباطن. أو نستطيع أن نقول أن الأمر أشبه بتحميل ملف من على جهاز الكمبيوتر الذي سنعتبره هنا مخ الإنسان. وتعد عملية تفسير الأحلام بمثابة فتح لهذا الملف. إننا نقضي نحو عشرين عامًا من عمرنا نيامًا، ونحلم 350000 حلم تقريبًا طوال حياتنا. وكل حلم من هذه الأحلام في غاية الأهمية؛ إذ أنه يكشف لنا عن جانب خفي من شخصيتنا لم نكن نعلم عنه شيئًا".
وقد نجحت "لورين لورينس" في علاج مئات الحالات بفك رموز الأحلام، حتى أكثرها غرابة وغموضًا. فعلى سبيل المثال، عانت إحدى المراهقات من حلم متكرر، حيث تجد نفسها داخل غرفتها وقد اشتدت عاصفة هوجاء عنيفة في الخارج تراها عبر نافذتين تكسرتا من عنف العاصفة. وخارج الغرفة كان مستوى الماء قد ارتفع كثيرًا وصارت حياتها مهددة بخطر الغرق، فوقفت الفتاة عاجزة حتى عن الفرار. فسَرت "لورينس" هذا الحلم بقولها أن الفتاة تشعر بالحزن حيال حياتها. وتضيف: "تمثل النافذتان عيون والديها الحارسة، أما العاصفة ومياه الفيضان فرمز لعجزها عن الإفلات من قدرها. في حين ترمز شظايا زجاج النافذة إلى شيء ينبثق من العقل الباطن". وما أن أدركت الفتاة أنها مصابة بالاكتئاب نتيجة تدخل والديها في حياتها، حتى تعلمت أن تتأقلم مع هذا القلق وتغير نمط حياتها، وساعتها انقطع هذا الحلم.
أما مفسر الأحلام "تيدياني تول" فيقول: "تعكس الأحلام استجابة المرء العاطفية الدفينة لتجاربه في حالة اليقظة والوعي. لهذا السبب، لا يمكن تأويل الحلم إلا بالنظر إليه من خلال ظروف حياة المرء الشخصية. وذلك يشمل ماضيه وسلوكياته وأحقاده وأهوائه ومخاوفه وآلامه. إن شخصية البالغ هي عبارة عن نتاج لتجاربه العاطفية طوال حياته. ومن خلال بوابات الحلم يستطيع العقل الباطن أن يطلعنا على احتياجاتنا. والقرار متروك لنا لاستخدام مفاتيح التفسير في حالة اليقظة". كما يضيف "تول" أن ثمة ألفان أو ثلاثة آلاف رمز يشيع ظهورهم في أحلام الناس جميعًا، مثل الألوان أو الأماكن أو الأفعال أو الجمادات. وأكثر الرموز شيوعًا هي السقوط والطيران وممارسة الغرام والمطاردة.

ولكن ما السبب في عدم قدرة المرء عادةً على تذكر أحلامه؟
تجيب "لورين لورينس" عن ذلك السؤال قائلة: "عندما تكون مستيقظًا، فإنك بذلك تتحدث بلغة عالم الوعي. أما في نومك، فأنت تتحدث بلغة اللاوعي. وبالتالي، يؤدي استيقاظك من نومك إلى فقدان اتصالك بعالم اللاوعي، وتصبح كغريب يحاول التحدث بلغة بلد أخرى. ومن هنا يمسي تذكر الحلم أمرًا صعبًا". والنصيحة التي تقدمها "لورينس" هي كالتالي: "بمجرد استيقاظك من النوم، عليك أن ترقد ساكنًا في فراشك، وأن تغلق عينيك، وتركز على الحلم الذي أيقظك، وتفكر في تفسير له. ثم قم بتدوينه بسرعة على الورق، وارجع إليه من وقت لآخر كي تتعرف أكثر على شخصيتك ".


غلاف العدد

02 March 2007

Untamed Fate



Dead!

"But... SHE CAN'T BE DEAD," my hand hovered near my throat, and tears blurred my vision. "She's too young." I flew up the stairs to her hospital room, and jerked to a sudden halt once I saw her bed, her EMPTY bed. I felt my face whiten and drain, and my chest became an empty chamber echoing with tiny beats. A combination of shock and pity numbed my feet, my brain, and even my eyes. Gone was the Amazon fighting girl. Only a child after all; a helpless child. Gone was the friend who used to sooth my pain in spite of her own suffering and torment. I moved around, catching sight of her surgical mask, her Styrofoam bowl, her white bandanna, and her medicine that used to tire her out.


All night I have sat in a corner in her room, my rejection hissing within my soul. Why should somebody so young and so loved die, while so many who were useless lived on and on? Fate was a harsh, blind, and cruel reaper with little respect for who was loved and needed.


When the dawn came, I stood up, touched her bandanna, patted her pillow, and put a rose on her bed, with my heart carrying a promise to a memory: "Dear friend, I am so much in love with life that I can't let go. Not yet. Not without a fight."

01 March 2007

Will dawn ever come again?



Day or night. Winter or summer. Rain... or no rain. I've always loved it in here. The nature that strokes me with warm breezes, filling me with a sense of security. The flakes of daylight that seem like a shy lover's kiss on the cheek. The rainbow colours dipped in the cherished mud.

I inhale the showers of pure light and smile. Finally, I am Home. I still enjoy sipping my delicious coffee at Khan El Khalili's, watching intimate faces pass me by. My mind is engraved with thousands of them. 

A loud boom! At first, everyone at the cafe, hesitantly, looked at each other with questions on their lips. Another loud explosion followed. The earth shuddered beneath us, then everything turned black, and the ground was swept from under our feet. Shrieking with horror, we plunged into deep, featureless darkness.

I opened my eyes, I don't know after how long, to the full darkness of the ruins. I smelt blood and death. The place was shrouded in hollow silence before a creak of wood was heard. My heart hammered! In the pitch darkness I heard a fading breath next to me, then a sudden howl of pain. It wasn't mine. And yet, a stabbing pain shot through my side causing me to scream. I gasped for breath while tears welled in my eyes. I am buried alive!

Whispering prayers coming to my ears and the word "God " triggered a flood of memories. Images of loved ones filled my head, flowing like the blood that gushed out of my heart . I navigated through the memory, and only love I saw. I returned a little girl , time-confused, sitting in a boat on the Nile, smiling under the sun.

"We're here. We'll save you." The sound of rescue team hung like an echo strayed in the darkness that captivated us. And while all senses began to fade away, the feel of the warm sun on my face remained, drawing me on to where I belong.