إهداء

.إلى من زرع الحب والحلم بين جفوني

أجمل البحار

.ذلك الذي لم يزره أحد بعد

أجمل الأطفال

.ذلك الذي لم يكبر بعد

أجمل أيامنا

.تلك التي لم نعشها بعد

أجمل الكلمات

.تلك التي لم أقلها بعد

19 March 2009

أسرار التعلم السريع: ترجمة مروة حسن عبد السلام


ترجمة: مروة حسن عبد السلام

لعقود طويلة، كان الخبراء والباحثون يعتقدون أن قدرة المرء على التعلم ثابتة. ولكن مع مرور الوقت، استطاع علماء النفس والخبراء التربويون إثبات العكس. فقد رأوا أن ذكاء الإنسان لا يعرف حدودًا، وأنه إذا اكتسب المهارات المناسبة استطاع تحسين قدرته على التعلم. وهذه المهارات فطرية يتمتع بها جميع البشر، مما يتيح لأي منا إتقانها مع كثير من الممارسة والتدريب والمران. وفي هذه المقالة، جمعنا آراء الخبراء حول أفضل ستة أساليب لتحسين قدرة الإنسان على التعلم

القراءة العابرة 

حين تبدأ في قراءة مادة جديدة غير معروفة أو مألوفة بالنسبة لك، لا تحاول التعمق فيها مباشرةً. يمكنك تحسين قدرتك على الفهم والاستيعاب إذا قمت بقراءة هذه المادة قراءة عابرة أولاً. اقرأ بشكل سريع العناوين وتعليقات الصور وأي ملخصات متوفرة. في حالة التقارير أو المقالات، يمكنك الاكتفاء بقراءة الجملة الأولى من كل فقرة. أما في حالة الكتب، فاقرأ جدول المحتويات والمقدمة. وكل ذلك من شأنه أن يساعدك في التعرف على ما سوف تقرأه لاحقًا

القراءة المتأنية 

على الرغم من أن القراءة السريعة العابرة قد تكون وسيلة ناجحة في حالة المواد السهلة، فإن القراءة المتأنية تعد أكثر فاعلية لاستيعاب المواد المعقدة صعبة الفهم. وقد وضع الباحثون ثلاثة اختلافات رئيسية للتمييز بين الطرق الناجحة للتعلم وتلك الفاشلة، وهي: *المتعلم الناجح لا يكتفي بالقراءة بعينيه فقط، بل يقرأ المادة إما بصوت خافت أو بصوت مرتفع. كما أنه يتمهل في القراءة للإنصات إلى كل كلمة يقرأها واستيعابها. * المتعلم الناجح يعيد قراءة المادة تلقائيًا إذا عجز عن فهمها في المرة الأولى حتى يستوعبها تمامًا. على العكس من ذلك، فإن المتعلم الفاشل يواصل القراءة حتى وإن كان عاجزًا عن فهم المادة منذ المرة الأولى. *المتعلم الناجح يتفاعل مع المعلومة الجديدة ويفكر جيدًا فيما قرأه

تمارين الذاكرة 

يمكن الاستعانة بالعديد من الوسائل التي تحسن قدرة المرء على تذكر ما قرأه، منها مثلاً تقسيم المعلومة الجديدة إلى أجزاء أكثر سهولة لتذكرها. كذلك، يمكن الاستعانة بالصور الاستدعائية من الذاكرة، بمعنى أن يربط القارئ المعلومة الجديدة بصورة مرئية معينة تجعل المادة الغريبة عليه مألوفة حتى يسهل عليه استدعائها لاحقًا. قد يتضح هذا بصفة خاصة عند تعلم اللغات الأجنبية.

في حقيقة الأمر، تعتبر الذاكرة القوية مفتاح جميع العمليات المعرفية. والمهم في الأمر أننا جميعًا نستطيع أن نحظى بهذه الذاكرة القوية بمزيد من التدريب والمران.


يرى الباحثون أن المرء يتمتع بنوعين من الذاكرة: الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى. بالنسبة للذاكرة القصيرة، فإنها تدوم ما بين 30 إلى 60 ثانية تقريبًا. والدليل على ذلك أننا نستعين بدليل التليفون للاتصال برقم ما ثم ننسى هذا الرقم بعد ذلك. أما الذاكرة الطويلة، فيمكنها أن تدوم مع الإنسان طيلة حياته. وكما يقول الخبراء، فإن السر وراء تنمية ذاكرة قوية يكمن في نقل المعلومات المفيدة من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة وكيفية استدعائها عند الحاجة إليها


قد يعد تقسيم المعلومة الجديدة أسلوبًا ناجحًا لنقل المعلومات إلى الذاكرة الطويلة واستدعائها ثانيةً. وتذكر أن عقل الإنسان وذاكرته أشبه بالعضلات. فكلما قمت باستخدامهما وتدريبهما، زادت قدرتهما وإمكانياتهما أكثر فأكثر


تنظيم الحقائق وتصنيفها في فئات 

في دراسة أجريت في جامعة "ستانفورد" الأمريكية، طلب الباحثون من الطلاب تذكر 112 كلمة ضمت أسماء حيوانات وقطع من الملابس وأنواع المواصلات والوظائف. فقامت مجموعة من الطلاب بتصنيف الكلمات إلى أربع فئات، في حين قامت مجموعة أخرى بحفظ الكلمات عشوائيًا. فكانت النتيجة أن تفوقت المجموعة الأولى على الثانية بتذكرها عددًا أكبر من الكلمات
لهذا، يرى الخبراء والباحثون أن استيعاب المعلومات الجديدة كلها دفعة واحدة أمر في منتهى الصعوبة. أما إذا قام الإنسان بتقسيمها وتصنيفها إلى أجزاء مفهومة وواضحة بالنسبة له أصبح الأمر أيسر بكثير.

التركيز التام 

حين تبدأ في قراءة مادة جديدة، عليك أن توجه إلى نفسك هذا السؤال: "ما الذي أريد أن أتعلمه من قراءتها؟ وكيف سأستفيد من المعرفة التي اكتسبتها؟" إذا استطعت أن تحدد الهدف من قراءتك لمادة ما ومدى فائدته بالنسبة لك، قلت مقاومتك لتذكره وأصبحت قادرًا على استيعابه بدرجة كبيرة. وهناك أربع طرق من شأنها أن تحسن القدرة على التركيز: *خصص وقتًا ومكانًا للقراءة والتعلم. انزع كابل التليفون وأغلق باب غرفتك. إذا استطعت أن تتحكم في البيئة من حولك، فسوف تحقق الاستفادة القصوى من عملية التعلم. *تجنب الإلهاء بجميع صوره. ولا تخجل من أن تخبر الآخرين أنك لا تريدهم أن يقاطعوك في أثناء القراءة. *جرب أكثر من طريقة للتعلم. استخدم مثلاً الرسم البياني أو تدوين الملاحظات والنقاط الرئيسية في ورقة خارجية أو الكتابة في الهامش أو وضع خطوط تحت الجمل المهمة أو حتى تسجيل قراءتك على شريط كاسيت، أو أية وسيلة أخرى يمكنك الاهتداء إليها. جرب جميع الأفكار كي تعرف ماذا يصلح لك. *راقب مستوى تقدمك. سل نفسك هذا السؤال: "هل أساعد نفسي حاليًا في تحقيق هدفي من عملية التعلم؟" فإذا كانت إجابتك بنعم، فأنت في هذه الحالة تحرز تقدمًا حقيقيًا. أما إذا كانت الإجابة بلا، فحاول اكتشاف السبب وراء ذلك. قد يكون السبب هو مجرد الإحساس بالتعب والإنهاك، عندئذٍ عليك أن تأخذ فترة راحة دون أن تشعر بالذنب تجاه ذلك. فالاستراحة بين فترات القراءة قد يكون أمرًا يعزز عملية التعلم

اكتشف بنفسك الأسلوب الملائم لك في التعلم 

إن أسلوب فهم المعلومة الجديدة يختلف من إنسان لآخر. فالسر وراء عملية التعلم هو الاستجابة بالشكل الملائم لمادة أو معلومة غير مألوفة بالنسبة للمرء وكيفية تحويله لها إلى صورة يمكنه أن يفهمها ويستدعيها كلما دعت الحاجة إلى ذلك. ولتحقيق ذلك، ينبغي أن يتبع المرء أسلوبًا يلائمه بصفة خاصة.

من الممكن أن تتنوع أساليب التعلم بشكلٍ كبير. وقد حدد بعض الباحثين نحو 21 عاملاً يؤثر على الكيفية التي نتعلم بها. ومن هذه العوامل: مستوى الضوضاء المحيطة وقدر الضوء وحجم الإشراف المطلوب من جانب الآخرين، بل وحتى توقيت القراءة


إذا أردت أن تعرف الأسلوب الملائم لك في التعلم، فجرب أن تحلل شخصيتك. على سبيل المثال، سل نفسك عن الأسلوب الذي تفضله في ترتيب الأشياء. هل يزيد مستوى تركيزك في الصباح أم في المساء؟ هل تستطيع أن تركز في مناخ تسوده الضوضاء أم الهدوء؟ اكتب قائمة بكل العوامل التي تساعدك وتلك التي لا تساعدك على التعلم، ثم استخدمها لخلق بيئة التعلم التي تناسبك

بغض النظر عن الأسلوب، فالمهم أن تعرف أنك تستطيع أن تضاعف من قدرتك على التعلم، وهذا من شأنه أن يجعل حياتك أكثر إنتاجية