إهداء

.إلى من زرع الحب والحلم بين جفوني

أجمل البحار

.ذلك الذي لم يزره أحد بعد

أجمل الأطفال

.ذلك الذي لم يكبر بعد

أجمل أيامنا

.تلك التي لم نعشها بعد

أجمل الكلمات

.تلك التي لم أقلها بعد

29 December 2007

Greatest Hits



These are the Greatest Hits in my life so far. They are the best moments that always keep my memory and heart warm. I thought of adding them as the year is coming to an end.


  • The day I made Dad proud (at the age of five) among his friends by reading to them a complete page from the newspaper.


  • When Mum took me in her arms the day I got very high marks in Thanawya Amma.


  • The year I Knew both Dr. Karma Sami and Dr. Sahar El Mougy.


  • The night Dr. Sahar El Mougy told me: "You're such a promising writer". (I always go to that entry in my diary.)


  • The birthday I celebrated at PizzaHut thanks to my friends and my seniors at work who arranged the whole party without telling me (but I knew).


  • The Valentine's Day you left me the rose in my notebook.

27 December 2007

Rooftop ballerina


Last night I had one of the most exquisite and strange dreams. I was climbing the stairs. It was an awful job because the steps did not seem to end. But I was supposed to do something once I reached the roof. I don't know what it is. I saw someone coming down who said: "You are almost there." I looked up high and saw the sunrays penetrating and strong. Finally, I found myself in what seems to me like a palace hall. It was so beautiful with its so many spires. I was not alone. I discovered that I was invited to a ballet show. The most fantastic of all. So elegantly and confidently they danced. The male dancers were carrying the ballerinas up high on one arm like feathers, swirling them around. It was stupendous. I couldn't translate this dream. And yet, I will always keep it somewhere in my memory, to remind me that I can dream on.

29 November 2007

ست نصائح لزواج سعيد وناجح - ترجمة مروة حسن عبد السلام





ترجمة: مروة حسن عبد السلام
إذا سألت معظم الأزواج أن يصف علاقته بشريك حياته، لكانت إجابته أنها علاقة عادية. للأسف، يرضى معظمهم بهذه العلاقة "العادية"، حتى هؤلاء الذين يدعون أن زيجتهم سعيدة يعبرون في الوقت نفسه عن إحباطهم واستيائهم وغضبهم من الطرف الآخر في بعض الأحايين. إلا أن ما يعجز هؤلاء الأزواج عن إدراكه أن أية زيجة – سواء أكانت ناجحة أم فاشلة – يمكن أن تنمو كزهرة تحت الشمس في وجود الحب ومع بذل جهد ضئيل للغاية.
المثير للدهشة أن أتفه المشكلات تؤثر على نجاح الزيجة، بدايةً من الإحباطات الناتجة عن ارتكاب أخطاء بسيطة مرورًا بعدم الرد على الهاتف عندما يتصل أحد الزوجين بالآخر، والفوضى وعدم النظام اللذين قد يسمان أحدهما، وانتهاءً بالعناد واختلاف الرأي وعدم تحمل المسئولية وإلقائها دومًا على الطرف الآخر في العلاقة الزوجية. إذا استطاع الزوجان أن يتخطيا هذه الأمور الصغيرة، فسيجدان سبيلاً جديدًا لإنعاش زواجهما وإشعال جذوة الحب بينهما من جديد. وسوف نقدم هنا ست استراتيجيات كي يتمكن الزوجان من إنجاح زيجتهما:




لا تحص تضحياتك
تجذب بعض الأزواج فكرة إحصاء إسهاماته وتضحياته في تاريخ علاقته بشريك حياته. فمثلاً، قد يحصي أحد الزوجين عدد المرات التي قام فيها بتنظيف المنزل أو دفع الفواتير أو غسيل الثياب أو تحميم الأبناء. ربما يكون الدافع من وراء ذلك خوف أحد الطرفين من عدم تقدير الطرف الآخر له، أو لعله نوع من أنواع الرفض لهذا الدور الذي نجده أحيانًا مفروضًا علينا. أيًا كان السبب، فإن محاولة عد التضحيات يقوض بنيان الزواج كليةً.
إذا قمت بتذكير نفسك بصورة متواصلة بحجم المجهود الشاق الذي تبذله، فإن ذلك - بلا شك - سيشحن قلبك بمشاعر الغضب تجاه شريك حياتك، فتشعر أنه يستغلك، الأمر الذي من شأنه إخماد الحب بينكما. وفي الوقت نفسه، يشعر الطرف الآخر بهذا الرفض، ويبدأ في التصرف بشكل دفاعي. ويشرع الطرفان بالتالي في سرد التضحيات التي يبذلها كل منهما ليحفرا بذلك قبر زواجهما.
إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، فحاول أن تدفن مشاعر الغضب لديك وتبحث في قلبك عن الحب الذي اعتدت أن تكنه لرفيق الدرب. لا تفكر فيما لا يقوم به الطرف الآخر، بل فكر بدلاً من ذلك فيما يقوم به بالفعل. وسرعان ما ستكتشف أن حالة الإحباط التي انتابتك ليست شعورًا حقيقيًا، وإنما مجرد عادة تسللت إلى تفكيرك وتحكمت فيك. وكل مرة تطرد فيها هذه الفكرة عن ذهنك، فإنك بذلك تساهم في إنجاح زيجتك.





تحمل مسئولية سعادتك
إن الأغاني العاطفية التي تذاع طوال الوقت في الراديو أو التليفزيون تحمل رسالة واحدة، ألا وهي أن الحبيب لا يستطيع أن يعيش دون حبيبه وأنه مصدر سعادته الوحيد. إن هذا الأسلوب من التفكير ينقل كل المسئولية التي يجب أن تكون ملقاة على عاتقك وحدك في الإحساس بالسعادة إلى شخص آخر. ولك أن تتخيل حجم الضغط الذي قد يتعرض له هذا الشخص بالتبعية، فهو ضغط لا يستطيع أي إنسان أن يتحمله.
كم فرد منا يتحمل بصدق مسئولية سعادته؟ كم مرة كرر فيها أحدنا لنفسه جمل مثل: "لماذا لا تريد زوجتي أن تتغير؟" أو "أكاد أجن من تصرفات زوجي"؟ إن جمل كهذه تحمل مغزى واحدًا وهو: "لو تصرف زوجي بشكل مختلف، لأصبحت سعيدة. يجب أن يتغير، وليس أنا!"
إذا كنت مؤمنًا بأن سعادتك من عدمها في يد شخص آخر، فأنت إذن مخطئ. فحتى إذا حاول الطرف الآخر أن يغير من نفسه إرضاءً لك، فستشعر بخيبة الأمل والإحباط في النهاية، وستسيطر عليك فكرة واحدة لا تبين إلا عجزك وقلة حيلتك وهي أن الطرف الآخر هو المسئول عن سعادتك وليس أنت.
إننا لا نعني بذلك أن نقول إن الطرف الآخر من العلاقة لا يلعب أي دور في إسعادك. ولكننا نقصد أنك الأساس في هذه العملية. أنت المسئول الأول عن سعادتك. فإذا ساءت الأمور في حياتك، عليك أن تراجع نفسك وتحاول إحداث بعض التغييرات الإيجابية وأن ترى الأمور بنظرة مختلفة. سيتحتم عليك أحيانًا أن تتخذ قرارات صعبة وأن تقيم نوعًا من النقاش مع الطرف الآخر وتقدم بعض التنازلات.
إذا تحملت مسئولية سعادتك، فإنك بهذه الطريقة تخفف عن شريكك ضغطًا ومسئولية كبيرة. ويجب أن تتذكر شيئًا مهمًا وهو أننا كلنا بشر غير معصومين من الخطأ. فلا تصاب بالإحباط إذا قام الطرف الآخر بتصرف لا تحبه. ومن هنا، تكون قد فتحت الباب لعلاقة تقوم على الصراحة وتحمل المسئولية والتفاهم المتبادل.





تقبل طباع الآخر
أحيانًا تحب شخصًا ما، ومع هذا تتضايق من بعض عاداته وطباعه وسلوكياته، كعدم تنظيف حوض الحمام من بقايا الصابون أو معجون الأسنان بعد الاستخدام أو تركه المجلات متناثرة على أرضية الحجرة أو عدم إغلاقه نور الحمام. ولكن، إذا كان الطرف الآخر يقوم بالأفعال نفسها بصفة مستمرة، فسل نفسك هذا السؤال: "خطأ من هذا؟" على سبيل المثال، إذا كان زوجك مرتبًا بشكل يستفزك، فقد تتركين سهوًا بعض بقايا الطعام في حوض المطبخ بعد غسيل الأطباق، ليقوم زوجك المرتب المنظم بالصياح في وجهك آمرًا إياكي بتنظيف الحوض. فخطأ من هذا؟ بالطبع خطأه هو.
إذا اعترف الزوج أن هذا خطأه، لسخر من نفسه وتوقف عن توقع أن تقوم زوجته بكل شيء. ومن ناحية أخرى، إذا أدركت الزوجة طباع زوجها واعترفت بأن عليها أن تتأقلم مع هذه المشكلة وتتقبلها، لمر الأمر في سلام دون أن تأخذها على أنها إهانة موجهة إلى شخصها.





كن متسامحًا
للأسف، يجد العديد من الناس صعوبة كبيرة في الاعتذار عن أخطائه. قد يرجع السبب وراء ذلك إلى أنه أحيانًا عندما نعتذر عن خطأ قمنا به، لا يتقبل الطرف الآخر هذا الاعتذار.
وإليك موقف يوضح هذه الفكرة. فبينما كنت أتناول طعامي في أحد المطاعم، سمعت على منضدة قريبة زوجة تبكي وتعتذر لزوجها لأن عملها كان يستهلك كل وقتها. كان من الواضح أن طبيعة عملها تجبرها على التنقل والسفر كثيرًا، مما يضطرها إلى قضاء أوقات طويلة بعيدة عن زوجها وأسرتها. خمنتُ أن ذلك قد أثّر على علاقتها بزوجها. وبدلاً من أن يحتضنها الزوج بعد أن اعتذرت له أو أن يمسك يدها ويعلن لها أنه قبل اعتذارها نظر إليها شزرًا، مما أصابها بالإحباط. وكان من الواضح أنه يحاول إشعارها بالذنب أكثر مما كانت تشعر بالفعل.
إن الاعتذار الذي قدمته هذه المرأة يفتح الباب للتواصل والتفاهم والوصول إلى حل لمشكلتهما. بيد أن زوجها لم يكن مستعدًا ليلعب دوره. وبدلاً من ذلك، كان يُصعِّد المشكلة ويقلل من فرصة تقديم زوجته لأية اعتذارات أخرى في المستقبل.
بالطبع، إن معظمنا ليس كهذا الرجل، ولكننا قد نصد شريك عمرنا بأساليب أخرى مختلفة. فمثلاً، قد نتمتم ببعض كلمات التذمر غير المسموعة أو نتنهد أو نتهرب أو نقلل من قيمة الاعتذار. إن هذا النوع من رد الفعل من شأنه أن يجلب معه التعاسة والمرارة لكلا الطرفين.
إن الاعتذار يمنح الزوجين فرصة عظيمة لتعميق علاقة الحب وحس الالتزام لدى كل منهما. هو فرصة مهمة لبذل جهد حقيقي للإنصات بصدق إلى الطرف الآخر، للتعبير عن الامتنان لأنه مستعد للاعتذار عن أخطائه. علاوةً على هذا، عندما تقبل اعتذاره، فإن هذا يعني أنه سيفعل المثل معك إذا ارتكبت خطأ واعتذرت له. وهكذا، في المرة القادمة عندما يعتذر لك شريك عمرك، كن لطيفًا ولينًا معه وافتح قلبك له.






لا تلم الطرف الآخر بصورة مستمرة
من الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الزيجات توقُع أن يكون الطرف الآخر مثاليًا وألا يخطأ أبدًا. وعادةً ما نقول أشياءً مثل: "لقد نسيتِ غسيل الأطباق" أو "لم تضع المناشف في الحمام" كما لو أن الطرف الآخر إنسان آلي عليه أن يقوم بهذه الأشياء بشكل تلقائي. في واقع الأمر، إن زوجك أو زوجتك مجرد شخص عادي بقدرات عادية، مثلك تمامًا، ينسى أحيانًا دون قصد أو بسبب تعبه أو انشغاله القيام بهذه الأشياء.
إذا أردت أن تتعامل مع هذه المشكلة، فكل ما عليك عمله هو أن تقوم بالمهمة التي نسيها بنفسك دون غضب أو ندم، بل حبًا وتقديرًا له. لو كانت الأطباق في حوض المطبخ تضايقك، فاغسلها بنفسك. وإذا نسى الطرف الآخر سداد الفواتير، قم أنت بذلك بدلاً من عتابه على النسيان.
قد يعترض البعض على هذا الأسلوب ويعتقد أنه إذا فعل ذلك فلن يحاول الطرف الآخر أن يبذل أدنى جهد لاحقًا للقيام بمثل هذه الأمور. ولكن العكس هو الصحيح، فإذا تجنبت إلقاء اللوم عليه وعتابه والصياح في وجهه ستندهش من ردة فعله، وستجده متعاونًا لأقصى حد. ودون هذه المشاكل التافهة، سيتحول انتباهكما للاهتمام بعلاقتكما وتنمية أشياء مثل التواصل الروحي الناجح والتفاهم المتبادل والحب.





اجعل شريك عمرك يحتل الأولوية في حياتك
من السهل أن تجرفنا مسئوليات الحياة وأن يصبح وقتنا محدودًا وضيقًا فنجد أنفسنا مشغولين تمامًا عن حياتنا الخاصة. وللأسف، يكون ذلك على حساب أحبائنا الذين نهملهم أو ندفعهم إلى آخر قائمة الأولويات.
يحدث هذا دون قصد ورغمًا عنا. فأحيانًا، عندما تكون بالمنزل، تجد نفسك مشغولاً بعمل شيء أو آخر، كالتنظيف أو إصلاح أحد الأجهزة المنزلية، أو قد تنشغل بالمذاكرة لأبنائك أو الانغماس معهم في أنشطتهم ومناسباتهم المدرسية. نتيجة لذلك، تجد نفسك مضطرًا للابتعاد عن الطرف الآخر، فتقل الأوقات التي تقضيها معه. ومع هذا، فمن الضروري أن تعي أن هذا الأمر يحدث بسهولة وبسرعة ويؤثر بدوره على علاقتكما، وأن تحاول أن تبذل جهدك لتقضيا الوقت الكافي مع بعضكما البعض. مهما كنت مشغولاً أو كان جدولك مشحونًا، تستطيع إجراء تعديلات أو التأجيل والموازنة بين جميع نواحي حياتك ورفض كل الأنشطة أو المهام التي من شأنها أن تتداخل مع قضائك الوقت مع شريك عمرك.

03 November 2007

Ice Cream Promises



I see myself with him in so many pictures when I was little. Most of the pictures I find myself wrapping my arms around his neck the way man holds on to a straw in a wild sea, so sure that that straw is the only way to safety. Later pictures, I see myself growing up, with only my mom in those pictures. Papa retreated either behind the camera, or worse, so far away from where we are as a family. In my adolescence years, I don't find either of them. Only pictures for school and college files. No family photos anymore.



When I was a little child, I used to believe that everything lasts forever! Isn't that typical for a young child? Only children believe in fairy tales. Now, I'm almost in my mid-twenties and the strangest thing is that I'm still trying to hold on to that little scared child in me, for that child alone is the only thing that keeps me moving ahead so bravely. That child was born inside of me because of papa. I thought that papa will always be around, no matter what. And Fate proved me wrong. Papa is away now. And that means that nothing lasts forever. If your own father can't stay with you, who else can?



Promises are like ice cream. Sweet and looking beautiful because you think you will have them forever. But then they melt like an ice cream. And you can't blame anyone. Because this is the way it should be. Papa promised me that he would always be there, so close to me. I guess that was just a sweet ice cream. And yet, I forgive you papa, you are only a human. And... I want to tell you the one thing that I can't get myself to say when you are actually around flesh and blood. Papa, I really really love and miss you so much it hurts. And I will always believe in your ice cream promises.

13 September 2007

الفراشة في أعماقي


قبل أن أعي أي شيء عن الحياة، كنت أحسب نفسي فراشة. فراشة بجناحين. في طفولتي، كنت أتابع الفراشات بعيني وأحسب أنني في يوم من الأيام سيكبر لي جناحان مثلهم. لا أعلم من أين أتتني هذه الثقة بأنني مخلوق غير آدمي. وكنت أعشق الطيران ومراقبة السماء والطائرات والفراشات والطيور وكل ما لا يجد أمامه حائطًا سدًا. طبعًا، كان ذلك يتسبب لي في مشاكل جمة. فأمي كانت تنهرني على الدوام. ومع هذا، لم تقلها لي صراحةً، لم تقل لي: "أنتي لستي فراشة، أنتي بشر من لحم ودم!" ربما كانت تخشى أن تحطم الحقيقة الملموسة الوحيدة لدى طفلة صغيرة. وربما كانت تخشى أن تحطم آمالها المستقبلية. وربما لأنها - في جانب ما من قلبها وعقلها - كانت مؤمنة بذلك. فأنا متمردة وحرة، بقلبي وعقلي. مثل فراشة لا يهمها من أين ينبع النور. ولكنها على استعداد لإثبات جدارتها في الاقتراب منه. هذا غير مشاكل أخرى سببها لي اعتقادي بأنني فراشة. فمثلاً، تعرضت ذراعي للكسر 4 مرات وأنا طفلة صغيرة لأني كنت أنتهز فرصة غياب أمي أو انشغالها وأصعد على ظهر الكرسي وأفرد ذراعي وأرفع رأسي عاليًا دون أن أهتم بالنظر إلى أسفل وأغمض عيني وآخذ نفسًا عميقًا وألقي بنفسي بين أحضان الهواء، فقط لأفيق بسقطة على الأرض تكسر ذراعي وأحيانًا قدمي.

كنت أظن أنني مازلت إلى اليوم أحتفظ بهذه الفراشة العجوز في أعماقي. أبحث لها عن إكسير يرد إليها الشباب أو ترياق يخلصها من سم مضي العمر. أخشى عليها أن تتعطن. ليلة أمس، صادفتني فراشة. جعلت تشاكسني وتطير من حولي. رفعت كتابًا وانهلت عليها بالضرب مرات ومرات في غيظ شديد. ثم توقفت ألهث. لا أكاد أستطيع التقاط أنفاسي. كأنما هرولت أميالاً وأميالاً. رفعت كتابي ونظرت إليها مسحوقة. استحالت رمادًا. لقد دفنت بيدي الفراشة في أعماقي

05 August 2007

إلى الحلم الذي مات دون الحناجر


ملحوظة: هذه القصة التي أسردها وقعت بالفعل


قفزت أحلام من الفراش الدافئ عند سماعها جرس المنبه. أطفأته وأنصتت لعزف الصمت في هذه الساعة المبكرة. كانت تحب هذا الصمت لأنه يليه مباشرة دندنة ماما في المطبخ تعد لها الإفطار. وبعد أن غسلت وجهها المستدير المفروش بالنمش ومشطت شعرها الأحمر، دخلت المطبخ إلى ماما ترقص على شفتيها ابتسامة طِعمة.

"ماما أنا عايزة أكبر بسرعة"

ضحكت ماما ضحكة رنت في أركان روحها وسألتها بعينين تتدفقان حبًا، وقلب ينتشي بالفرحة

"وعايزة تكبري بسرعة ليه يا أحلام؟"

"عشان أجهز الفطار الصبح لبنتي قبل ما تروح المدرسة"

زغرد قلب ماما كأنما رأت ابنتها عروسًا وأمًا، ثم باركت النور الذي يضيء حياتها بمسحة ناعمة على ظهر ابنتها.

"بكرة تكبري يا أحلام وتبقي أحلى ماما"

عربدت السعادة في قسمات الوجه الطفولي كأنما اقتنصت لتوها أمنية من فم جني المصباح السحري.

***

على كتفها، حملت أحلام حقيبتها، وفي قلبها حملت آمالها. وفي إحدى يديها شنطة القمامة الصغيرة لتضعها في الصندوق الأخضر القريب من البيت. هبطت السلم تدندن أغنية ماما. كان رصيف الشارع مليئًا بالصناديق الخضر الضخمة والمكتظة بأطنان من الذباب بالإضافة إلى الرائحة المنفرة والأكياس التي فاضت من كل جانب على أرض الرصيف والشارع حتى تناثرت هنا وهناك.

نظرت أحلام بتردد إلى مريلة المدرسة النظيفة والحذاء الأنيق اللامع. قررت أن تسرع بإلقاء القمامة وتجري بعيدًا لتعود تحلم. أسرعت خطوتها حتى خاضت غمار الأكياس والقطط الضالة المشعثة. عادت تدندن أغنية ماما. و ... هوب! انشقت الأرض! ابتلعت الصوت. وأحلام.

لم يتوقف إنسان. لم يلحظ أحد البالوعة المفتوحة المختفية وسط أكوام القذارة، تبتلع النور والأغاني والأحلام. المارة تابعوا سيرهم. الباعة المتجولون واصلوا صياحهم: "روبابيكيا". "كيلو البصل بنص جنيه"

"أغلى م الأوطة مفيش يا بلد"

"أغلى م الأوطة مفيش"

02 August 2007

ملعونة بالهجر


لست أدري لماذا أريد أن أسرد هذه الحادثة القديمة. ربما لأنها خلفت ورائها جرحًا لن يندمل. ولست أدري كذلك لماذا تلح على ذهني هذه الأيام بالذات. ربما لأني توقفت عن النظر في المرآه، فصار العقل الباطن يجبرني على رؤية أشياء (بالعافية). ماذا في الحياة لا يحدث (بالعافية وغصبن عن نن عنيك)؟ ولكني أعتقد أن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث المشابهة المرتبطة بالثقة من عدمها هي السبب فيما استحلت إليه. لا أستطيع أن أثق في الناس بسهولة.

مس جميلة ميلاد. مدرسة اللغة الإنجليزية. كانت أقرب المدرسات في سنة أولى ثانوي إلى قلبي، وهي كانت تعشقني. ولست أبالغ حين أقول إنها كانت أحد الأسباب التي جعلت فتيات كثيرات يحاولن إبعادي عن شلتهن. بالنسبة لي، كانت مس جميلة ميلاد السبب الوحيد الذي يجلعني أصحو من نومي وأذهب إلى مدرسة أكرهها وأحضر في الفصل مع مجموعة من الفتيات البلطجيات (لن أنسى مروة جزارين - كنا نسميها هكذا لأن والدها جزار - حين هددتني ذات مرة بساطور اللحمة). كانت مس جميلة ملاكًا. حتى جاء اليوم الذي كنت أخشاه. لا أعلم من الذي رماني بهذه اللعنة، لعنة الهجر المتواصل، على الرغم من أن لدي صديقتين مقربتين تعديتا المهلة التي يمنحني الزمن إياها قبل أن يسلبني من تعلقت بهم، وهما لمياء وسحر، فصداقتي بهما تعدت 15 عامًا. رقم قياسي بالمقارنة بالعلاقات الإنسانية الأخرى في حياتي

المهم، نعود لموضوعنا. معظم الفتيات في مدرستي الثانوية القديمة - كما هو الحال في معظم المدارس - بلا أدب ولا ذوق ولا أخلاق. وحدث ذات مرة أن طلبت مس جميلة من إحدى الفتيات أن تكف عن الثرثرة في أثناء شرح الدرس، ولكن الفتاة لم تتوقف عن الثرثرة، فصرخت مس جميلة في وجهها منفعلة كي تتوقف عن الكلام. لسوء الحظ، أقسم والله شهيد، كانت مس جميلة تحمل في يدها مسطرة تشرح بها ما سجلته على السبورة. وفي أثناء انفعالها، طارت المسطرة من يدها، ولكنها لم تصب الفتاة بالمرة، بل طارت واصطدمت بالنافذة ورائها، فأنا أجلس في المقعد الذي يجوارها مباشرةً وكنت أرى كل شيء بوضوح. وأقسم أن هذا ما حدث. ولكننا وجدنا الفتاة تصرخ وتقول: "آه يا عيني آه يا عيني!" طبعًا حيلة قديمة، ولكنها دائمًا تفلح.. للأسف.

وفُتح التحقيق مع مس جميلة.

وجاء محقق من الوزارة كي يحقق مع مس جميلة. وكان جزء من التحقيق أن يتحدث مع الشهود، وهم نحن الطلبة. فدخل وتحدث معنا وطمأننا ألا شيء سيحدث لمس جميلة، ولكنه يريد أن يعرف ما الذي حدث بالضبط. قامت الصديقة المقربة للفتاة التي اتهمت مس جميلة زورًا. وبالطبع اتهمتها زورًا هي الأخرى. ثم لما لم يجد المحقق شخصًا آخر يتحدث عن الحادثة، سألنا إن كان ثمة أحد يريد أن يتحدث معه على انفراد. فرفعت يدي أنا والصديقة المقربة للفتاة. لم أكن لأتخلى عن مس جميلة حتى لو خسرت الصداقات القليلة التي عقدتها في هذا الفصل. لن أتحدث عن الشرف والأمانة وشهادة الحق هنا. كل ما كان يهمني في هذا الموقف أن أبرئ مس جميلة بغض النظر عما يمكن أن يحدث لها أو لي أو لأي شخص. خرجت الصديقة المقربة أولاً مع المحقق ليتحدثا أمام الفصل. وتُركت وحدي مع بقية زميلاتي.. نظرات عيونهن نيران. وسمعت الفتاة تقول: "أنا هاقضي على مس جميلة ديه وأخليها تسيب المدرسة، عشان تحرم تبقى تزعقلي تاني". ثم نظرت لي وتابعت: "وأما أشوف مين بقى يقدر يساعدها". لم يهزني كلامها. كنت على استعداد لتحدي أي شخص من أجل إنسانة أحبها وأحترمها.

وجاء دوري. دخل المحقق وطلبني. خرجت وفوجئت بمس جميلة تقف أمام الفصل هي الأخرى. وبعد أن دخلت الصديقة المقربة "للضحية المزعومة"، ابتعد بي المحقق عن مس جميلة وطلب مني أن أحكي له كل شيء دون خوف، تحدثت عن الحقيقة. أتعتقدون أنني فتانة؟ ربما. ولكن كي أنقذ شخصًا أحترمه، كنت على استعداد للتضحية بأي شيء. وتحدثت عن الحقيقة، وذكرت له أن مس جميلة مظلومة وأن الفصل غاية في السلبية والجميع يعرف الحقيقة. تحدثت وتحدثت وكل ذلك ومس جميلة تقف من بعيد تراقبنا. كانت على ثقة - بلا شك - أنني في صفها. أنني معها. أساندها. ولكن القدر كان قد رسم بالفعل نهاية علاقتي بمُدرستي العزيزة.

بعد مرور ثلاثة أيام، ظهرت مس جميلة بالفصل ثانية بعد غياب. كنت في قمة سعادتي. ولكنها كانت قاطبة الوجه! نظرت إليها وحاولت أن أجعلها تنظر إلي كما اعتادت أن تفعل دائمًا. ما كانت تهتم باحترام أحد سواي. ما كانت تحظى بانتباه أحد الكامل سواي. رفعت يدي كي أجيب عن سؤال، ولكنها تجاهلتني كليةً. مرة. اثنتان. ثلاثة. أربعة. وأخيرًا، لما رأتني مصممة، أشاحت بيدها في غضب وقالت في لهجة حادة: "اتفضلي سمعينا". سقطت الإجابة من فمي، وسقط معها قلبي إلى سابع أرض. مس جميلة! أنا مروة! ألا تريني؟! صرخت ثانية: "متنطقي ولا اتخرستي دلوقت". رأيت نظرات الفتيات المُسلطة عليّ. ما هذا؟ أهي مزحة؟ مقلب؟ ماذا يجري؟

تكررت المأساة يومين آخرين. وفي اليوم الثالث، لجأت إلى صديقتي المقربة (سحر)، وكنت معتادة أن أحكي لها عن كل شيء، وطلبت منها أن تذهب تحدث مس جميلة لتعرف منها سبب معاملتها الجافية تجاهي. وبالفعل، ذهبت سحر لتتحدث مع مس جميلة في فترة البريك أو الفسحة. وقبل انتهاء البريك بخمس دقائق خرجت إليّ سحر من غرفة المدرسين وقالت: "مصيبة!" سألتها عما حدث.

كانت الطامة الكبرى عندما عرفت بما وقع.

المحضر الذي أعده محقق الوزارة ذكر فيه أن ثمة فتاتين فقط تتهمان مس جميلة بالاعتداء على الطالبة زميلتهما بالضرب. وذكر الاسمين. اسمي واسم الصديقة المقربة للفتاة

ماذا أقول؟ هرعت إلى مس جميلة أشرح لها الحقيقة، ولكنها لم تنصت لي، وقالت: "هل أصدقك وأكذب محقق الوزارة؟" مس جميلة يجب أن تصدقيني، لأني قلت الحقيقة. قبل أن أشهد بالحق أنا قلت الحقيقة قبل كل شيء. يا رب! أهذا جزاء من يقول الحقيقة؟ مس جميلة! اسمعيني! ولكنها سدت أذنيها ورحلت. ومن يومها لم أرها في المدرسة

هذا مثال على حوادث كثيرة مماثلة وقعت في حياتي نزعت عني الثقة في أي مخلوق. وصرت مع مرور الوقت أعتبر علاقتي بالناس مؤقتة. ففي يوم من الأيام، بسبب لعنة ما، سيفارقونني. حتمًا سيفارقونني.
لهذا، أعتذر لهم، إذا مسهم شيء من لعنتي. وأعتذر إن تجنبت من يحاولون أن يدخلوا حياتي، لأنني صرت أخشى التعلق بالناس كي لا يجرحوني بالهجر والفراق. وفضلت أن أتعايش مع لعنتي

29 June 2007

In Memoriam




(عاشقة الليل)

ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّـــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ في الوادي الكئيبِ
* * *
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــا
ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي شَفَتاهــا
آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهــا
* * *
جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ
وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ
فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ
وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ
* * *
إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ
هوَ ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنِّ
تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ
فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّـي
وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ
* * *
ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسمـاءِ ؟
أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟
أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟
أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟
عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء
* * *
طيفُكِ الساري شحـوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ
لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّـه الليلُ العـريضُ
فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ
آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ
فارجِعي لا تَسْألي البَرْقَ فما يدري الوميضُ
* * *
عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُـولِ ؟
ما الذي ساقكِ طيفاً حالِماً تحتَ النخيـلِ ؟
مُسْنَدَ الرأسِ إلى الكفَينِ في الظلِّ الظليـلِ
مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ
ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميـلِ
* * *
أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ
فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ
قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ
ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ
فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ

17 May 2007

Belonging


To whom do you belong?

I love people, miss them, and my heart aches if they are gone. Nevertheless, my heart gets torn apart when Fate makes me leave a place I love. I don't know what comes over me when I pass by my old street and my old house. Each time I wish I can go up to our old apartment and hold the walls in my arms, touch the cold tiles, kiss the windows, stand on the spot where my bed used to be. Even though at the time I hated the noise, the dirty street, the crazy neighbours, and the water we never saw except for one hour from 3:00 a.m. to 4:00 a.m, but still whenever my old house comes to my mind I don't remember anything but the moments of happiness, few as they were. At least, I was still a child not knowing anything about the world. Or - to be precise - I used to read novels and think to myself: "The bad guys belong to fairytales. The good ones are the reality." However, as I was growing up, I found out - to my greatest shock - I WAS WRONG. people cheat, kill, and steal in the real world. They leave; they die; and they hurt each other.

The only place I feel safe, the only place I feel I belong to, the only place I can call home is at the tip of my pen. There, I create the Utopia I love. There I become a god. I create. I raise the people who died in my life and bring back those who left. I become in full control. No tears or sorrow. No heartaches. There are no bad guys. Only misfortunate beings toyed with by Fate. There, I don't feel alone. There, I live and breathe. There, I become "me," without a past or present or future.

05 May 2007

Guest at dawn

 
Two nights ago, I encountered one of the most difficult experiences in my whole life. I wanted to talk about it. Unfortunately, I'm not on good terms with my diary for over 2 months now. I can't reach my 2 best friends. And even if I did, they will either get so worried or think I'm going crazy. So, at first I tried to keep it to myself. But it is haunting me whenever and wherever I go. Yes, I may be overreacting. But at that time, deep in the night (well, no, just half an hour before the Morning Prayer), it seemed to me so real that my heart almost burst. I thought it was a dream or - to be precise - a nightmare. But fear really paralyzed me. And astonishment, too.


At around 4:00 a.m, I woke up fully conscious. I did not open my eyes. I did not breathe or move one finger. I just stayed put as if still asleep. At first - and for a few seconds - I thought it was me having difficulty sleeping (it is common with me), but I sensed something in my room. I sleep alone. No one was supposed to be here. And yet, I sensed the presence of someone. Or something. I opened my eyelids a bit so slowly. Since I sleep in almost total darkness and with my door closed I couldn't at first see anything. Just shadows because of the streetlights.

Until this very minute I did not move my head the slightest bit. But... IT was there. It was not the first time that I wake up in the night, but this time was different. I swear I felt something/someone that wanted to talk to me. That's exactly what I felt then. Someone wanted to communicate... wanted me to listen.


Overreacting? Maybe. Let me go on. I opened my eyes fully and moved my head around. No one was here. It must be me going loca! Whatever it was, I dared the worst. I sat up in my bed, brushed my hair behind my ears, and watched the surroundings for a moment or so. I won't lie. I was afraid. So damned afraid. I could almost hear the loud beating of my heart. However, I stood on my feet. For my astonishment, I felt as if someone was breathing next to my ear. With one jump to the door - which is only 3 or 4 steps away from the bed - I reached the knob and turned it open and rushed out of the room, all at the same time.

A minute later, I decided to follow a piece of advice given by Jack Shephard (actor Matthew Fox in the TV show Lost) to Kate (Actress Evangeline Lilly): "Fear is sort of an odd thing... the terror was just so... crazy. So real. And I knew I had to deal with it. So I just made a choice. I'd let the fear in. Let it take over. Let it do its thing. But only for five seconds. That's all I was gonna give it. So I started to count. One... two... three... four... five. Then it was gone."

I did the same. I counted to five. And went back to my room. I was afraid no more. Whatever it was I sensed in my room earlier was gone.

31 March 2007

ما وراء الجفون: ترجمة مروة حسن عبد السلام



ترجمة: مروة حسن عبد السلام


هذه المقالة نشرتها لي مجلة العربي الكويتية في عدد إبريل 2007 صفحة 175


إن الحلم شيء طبيعي نمارسه مثله مثل التنفس. فليس علينا سوى أن نسدل أجفاننا لنسقط في آبار النوم والأحلام. في بعض الأحايين، قد تتكرر أحلام المرء، الأمر الذي يقودنا إلى طرح بضعة أسئلة مثل: من أين تنبع الأحلام؟ وهل ثمة تفسير علمي لها؟ وما أهميتها؟ لقد شرع علماء النفس في العقود الأخيرة في فك شيفرة المخ البشري وإلقاء النور على الأركان المظلمة فيه. وهذا المقال يتناول تاريخًا موجزًا لعلم تأويل الأحلام.

منبع الأحلام
هل حقيقي أن العين هي نافذة الروح، أم أنها الصندوق الخاوي الذي يقذف فيه العقل الباطن بمخلفاته؟ حقيقةً، إن ثمة جدال دائر بين علماء النفس حول ماهية الأحلام والسبب وراء حدوثها. وفي الوقت نفسه، توصل فريق منهم إلى اكتشاف الكثير عن خبايا النفس البشرية بفضل تفسير الأحلام.
في كل ليلة يحلم المرء عدة مرات، وتتراوح مدة الحلم الواحد بين عشر دقائق إلى خمس وأربعين دقيقة، وذلك نقلاً عن جمعية دراسة الأحلام . أما أكثر الأحلام وضوحًا فهي التي تحدث في أثناء مرحلة الاختلاج أو حركة العين السريعة خلال نومنا (وهي الفترة التي ينشط فيها المخ كثيرًا، فتجول العين تحت الجفن في سرعة، كما يحدث ارتخاء تام لعضلات الجسم). وفي هذه المرحلة، ينتابنا حلم جديد كل تسعين دقيقة تقريبًا. وكلما أمعنا في النوم، زادت أحلامنا وضوحًا، لا سيما في تلك الساعة التي تسبق الاستيقاظ. وقد وجد العلماء أنه في أثناء حركة العين السريعة تتكون دفقات كهربائية نابعة من مناطق التفكير والحركة بالمخ، الأمر الذي دفعهم إلى الاعتقاد بأن قشرة المخ تعمل بنشاط كبير في ذلك الوقت لترجمة النبضات العصبية الغريبة وفهمها. ومن هذا المنطلق، خرجت نظرية تقول إن المرء قد يأتيه حلم دموي نتيجة التعرض لمشاهد عنف، وليس العكس.
وجدير بالذكر أن أحلام الطفل في سنوات عمره الأولى تتسم بالبساطة وعدم الانفعالية، على الرغم من شيوع الكوابيس بين الأطفال في هذه المرحلة العمرية. وما أن ينضج الطفل حتى يصيب التعقيد أحلامه التي تتم في إطار درامي، فيجد نفسه وقد صار جزءًا من الحلم. وفي هذه الحالة، تبرز مشاعر كريهة في الأحلام، كالغضب والخوف، هذا غير أن الإثارة الجنسية في الحلم أمر شائع وطبيعي. وبخلاف الاعتقاد السائد بين الناس، فإن معظم الأحلام تكون بالألوان، حتى وإن لم يدرك المرء ذلك. كما أن الموت في الحلم لا يعني بالضرورة موت الحالم في الحياة الواقعية. وعلى الرغم من الدراسات العلمية التي أجريت لاكتشاف ما إذا كانت الأحلام قادرة على التنبؤ بالمستقبل أم لا، فلم يظهر بعد دليل علمي لتأكيد هذا الاعتقاد. وعلينا أن نشير هنا إلى أن أكثر الأشياء التي تميز الأحلام بالغرابة هي عدم قدرة المرء على تذكر تفاصيلها بكل دقة بعد الاستيقاظ، وإن ظلت بعض التفاصيل لحلم أو آخر عالقة بالذهن ما أن يسترد الإنسان وعيه.

تاريخ تفسير الأحلام
حاول الإنسان أن يفك رموز الأحلام منذ عهد بعيد. ولعل أول السجلات التي تم العثور عليها يعود تاريخها إلى نحو 5000 عام، وكان ذلك في بلاد الرافدين. فالألواح الطينية التي تنتسب إلى الملك الأشوري "أشوربانيبال" في القرن السابع قبل الميلاد تحكي ملحمة "جلجامش" حاكم آوروك
في العراق، الذي نسب الأحلام إلى أمه الآلهة بهدف تفسيرها. أما الفراعنة والإغريق، فقد آمنوا بأن الآلهة تزور النيام في الأحلام، في حين اعتقد الصينيون أن الروح تفارق الجسد عند النوم، وأن الأحلام نابعة من خبرات الروح في ترحالها. يشتمل التلمود على ما لا يقل عن مائتي إشارة إلى الأحلام، كما أن الكتب الهندية المقدسة التي جُمعت بين عامي 1500 و1000 قبل الميلاد ترى في الأحلام فألاً حسنًا أو نذير شؤم، حسب أفعال النائم في الحلم.
وفي العصور الوسطى، بدأ الناس يفسرون الأحلام انطلاقًا من منظور ديني. فقد رأى العديد من الناس ممن يدينون بالمسيحية أن إبليس هو المسئول الأول عن نشوء الأحلام. وبناءً على ذلك، كانت العديد من الأحلام تُفسر على نحو خاطئ، فصارت تجعل من المرء إما عبدًا تقيًا أو آثمًا شقيًا. لدرجة أن بعض النساء كن يحرقن أحياء بسبب أحلامهن.
ومع مطلع القرن العشرين، أضحى العلماء ينظرون إلى علم تحليل الأحلام نظرة مختلفة تمامًا، وذلك حين قدم عالم النفس "سيجمند فرويد" نظريته في التحليل النفسي للأحلام. فقد رأى "فرويد" أن ثمة نوعان من الأحلام: أحلام العقل الباطن (التي تحتوي على خيالات وأماني لاواعية)، وأحلام المُتَنَفَس (وهي ذات محتوى سطحي وتمثل أمورًا غير واعية أو كامنة). أما عالم النفس "كارل يانج" الذي عاصر فترة ظهور "فرويد" فكانت له نظرية مختلفة؛ إذ رأى أن محتوى الأحلام عبارة عن مجموعة من التجليات التي تساعد المرء على علاج مشاكله العاطفية وهمومه ومخاوفه وصراعاته. ورجح أن الأحلام المتكررة تجسد همومًا نفسية مُهمَلة تعاود الظهور في الأحلام رموزًا وصورًا تعبيرية.
وقد أُجريت في السنوات الأخيرة مزيد من الدراسات البحثية التي تتناول مسألة النوم والأحلام. وأكدت إحدى هذه الدراسات التي أجريت في جامعة "شيكاغو" بالولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي، أكدت أن لبعض الأحلام أسباب فسيولوجية، وأن الأحلام عمومًا تعتمد على مراحل النوم المختلفة. وأوضح الطبيب النفسي "ستيفن لابيرج" أن الإنسان قادر على البقاء في وضع الاستيقاظ وهو نائم، وهي ظاهرة أطلق عليها اسم (الأحلام الواعية).
ومع أننا لم نعرف الكثير بعد عن عالم الأحلام حتى يومنا هذا، فإن معظم خبراء تحليل الأحلام يتفقون على أن الأحلام تعكس أفكارنا ومشاعرنا الدفينة الكامنة. وجدير بالذكر أن ثمة مواضيع ورموز وقوالب شائعة تأتي للكثيرين في أحلامهم ولها معانٍ وتفسيرات متباينة بالنسبة لحالة كل فرد. ومع هذا، لم يزل الجدال دائرًا فيما إذا كان للأحلام تفسير أو معنى، وإن كان الثابت أن كل حلم فريد ومستقل بذاته، وليس له معنى إلا بالنسبة لصاحبه.

أهمية تحليل الأحلام
يعتبر تحليل الأحلام في الوقت الراهن في غاية الأهمية بالنسبة لعلماء وأطباء النفس. فهو وسيلة مفيدة لاكتشاف الذات، فضلاً عن استخدامه في العلاج النفسي للكشف عن الحوادث والصدمات التي تعرض لها الإنسان في الماضي. إن تحليل الأحلام أسلوب ممتع للتعرف على شخصية المرء وذاته الخبيئة، حتى لو لم تكن أحلامه متكررة. فليس عليه سوى الانتباه إلى الرسائل التي يرسلها إليه العقل الباطن. ونضيف هنا كلمات د. "ستيفن لابيرج" الذي يقول: "تنبع الأحلام من داخلنا. لذا، فهي قادرة على أن تكشف لنا عن أمانينا ومخاوفنا وتطلعاتنا وآرائنا بالعالم المحيط بنا بصفةٍ عامة. لم يزل تحليل الأحلام فنًا أكثر منه علمًا. فنواحي تحليل الأحلام العلمية تشتمل على معرفة بحالة المخ الذي هو أساس عملية الحلم، بالإضافة إلى الأشياء التي تحدد محتوى الأحلام، وأساليب وتقنيات التحكم فيها.
ويقول "بوني راسل" أحد علماء تحليل الأحلام بولاية كاليفورنيا الأمريكية والذي اهتم بدراسة الأحلام لعشر سنوات، يقول إن كل فرد فينا يأتيه حلم له هدف معين في إطار قصصي درامي، وأن مهمتنا هي اكتشاف القصة والأزمة والحل. ويضيف: "أرى أن الإنسان إذا قمع مشاعره وذكرياته، فإنها تجد لها متنفسًا بطريق آخر. هذا المتنفس هو عالم الأحلام. إن كل حلم يعبر عن رسالة من الواجب إدراكها واستيعابها".
أما المحللة النفسية "لورين لورينس" التي تعمل بمدينة نيويورك فتقول: "تمتص الأحلام المشاعر والأفكار من العقل الباطن. أو نستطيع أن نقول أن الأمر أشبه بتحميل ملف من على جهاز الكمبيوتر الذي سنعتبره هنا مخ الإنسان. وتعد عملية تفسير الأحلام بمثابة فتح لهذا الملف. إننا نقضي نحو عشرين عامًا من عمرنا نيامًا، ونحلم 350000 حلم تقريبًا طوال حياتنا. وكل حلم من هذه الأحلام في غاية الأهمية؛ إذ أنه يكشف لنا عن جانب خفي من شخصيتنا لم نكن نعلم عنه شيئًا".
وقد نجحت "لورين لورينس" في علاج مئات الحالات بفك رموز الأحلام، حتى أكثرها غرابة وغموضًا. فعلى سبيل المثال، عانت إحدى المراهقات من حلم متكرر، حيث تجد نفسها داخل غرفتها وقد اشتدت عاصفة هوجاء عنيفة في الخارج تراها عبر نافذتين تكسرتا من عنف العاصفة. وخارج الغرفة كان مستوى الماء قد ارتفع كثيرًا وصارت حياتها مهددة بخطر الغرق، فوقفت الفتاة عاجزة حتى عن الفرار. فسَرت "لورينس" هذا الحلم بقولها أن الفتاة تشعر بالحزن حيال حياتها. وتضيف: "تمثل النافذتان عيون والديها الحارسة، أما العاصفة ومياه الفيضان فرمز لعجزها عن الإفلات من قدرها. في حين ترمز شظايا زجاج النافذة إلى شيء ينبثق من العقل الباطن". وما أن أدركت الفتاة أنها مصابة بالاكتئاب نتيجة تدخل والديها في حياتها، حتى تعلمت أن تتأقلم مع هذا القلق وتغير نمط حياتها، وساعتها انقطع هذا الحلم.
أما مفسر الأحلام "تيدياني تول" فيقول: "تعكس الأحلام استجابة المرء العاطفية الدفينة لتجاربه في حالة اليقظة والوعي. لهذا السبب، لا يمكن تأويل الحلم إلا بالنظر إليه من خلال ظروف حياة المرء الشخصية. وذلك يشمل ماضيه وسلوكياته وأحقاده وأهوائه ومخاوفه وآلامه. إن شخصية البالغ هي عبارة عن نتاج لتجاربه العاطفية طوال حياته. ومن خلال بوابات الحلم يستطيع العقل الباطن أن يطلعنا على احتياجاتنا. والقرار متروك لنا لاستخدام مفاتيح التفسير في حالة اليقظة". كما يضيف "تول" أن ثمة ألفان أو ثلاثة آلاف رمز يشيع ظهورهم في أحلام الناس جميعًا، مثل الألوان أو الأماكن أو الأفعال أو الجمادات. وأكثر الرموز شيوعًا هي السقوط والطيران وممارسة الغرام والمطاردة.

ولكن ما السبب في عدم قدرة المرء عادةً على تذكر أحلامه؟
تجيب "لورين لورينس" عن ذلك السؤال قائلة: "عندما تكون مستيقظًا، فإنك بذلك تتحدث بلغة عالم الوعي. أما في نومك، فأنت تتحدث بلغة اللاوعي. وبالتالي، يؤدي استيقاظك من نومك إلى فقدان اتصالك بعالم اللاوعي، وتصبح كغريب يحاول التحدث بلغة بلد أخرى. ومن هنا يمسي تذكر الحلم أمرًا صعبًا". والنصيحة التي تقدمها "لورينس" هي كالتالي: "بمجرد استيقاظك من النوم، عليك أن ترقد ساكنًا في فراشك، وأن تغلق عينيك، وتركز على الحلم الذي أيقظك، وتفكر في تفسير له. ثم قم بتدوينه بسرعة على الورق، وارجع إليه من وقت لآخر كي تتعرف أكثر على شخصيتك ".


غلاف العدد

02 March 2007

Untamed Fate



Dead!

"But... SHE CAN'T BE DEAD," my hand hovered near my throat, and tears blurred my vision. "She's too young." I flew up the stairs to her hospital room, and jerked to a sudden halt once I saw her bed, her EMPTY bed. I felt my face whiten and drain, and my chest became an empty chamber echoing with tiny beats. A combination of shock and pity numbed my feet, my brain, and even my eyes. Gone was the Amazon fighting girl. Only a child after all; a helpless child. Gone was the friend who used to sooth my pain in spite of her own suffering and torment. I moved around, catching sight of her surgical mask, her Styrofoam bowl, her white bandanna, and her medicine that used to tire her out.


All night I have sat in a corner in her room, my rejection hissing within my soul. Why should somebody so young and so loved die, while so many who were useless lived on and on? Fate was a harsh, blind, and cruel reaper with little respect for who was loved and needed.


When the dawn came, I stood up, touched her bandanna, patted her pillow, and put a rose on her bed, with my heart carrying a promise to a memory: "Dear friend, I am so much in love with life that I can't let go. Not yet. Not without a fight."

01 March 2007

Will dawn ever come again?



Day or night. Winter or summer. Rain... or no rain. I've always loved it in here. The nature that strokes me with warm breezes, filling me with a sense of security. The flakes of daylight that seem like a shy lover's kiss on the cheek. The rainbow colours dipped in the cherished mud.

I inhale the showers of pure light and smile. Finally, I am Home. I still enjoy sipping my delicious coffee at Khan El Khalili's, watching intimate faces pass me by. My mind is engraved with thousands of them. 

A loud boom! At first, everyone at the cafe, hesitantly, looked at each other with questions on their lips. Another loud explosion followed. The earth shuddered beneath us, then everything turned black, and the ground was swept from under our feet. Shrieking with horror, we plunged into deep, featureless darkness.

I opened my eyes, I don't know after how long, to the full darkness of the ruins. I smelt blood and death. The place was shrouded in hollow silence before a creak of wood was heard. My heart hammered! In the pitch darkness I heard a fading breath next to me, then a sudden howl of pain. It wasn't mine. And yet, a stabbing pain shot through my side causing me to scream. I gasped for breath while tears welled in my eyes. I am buried alive!

Whispering prayers coming to my ears and the word "God " triggered a flood of memories. Images of loved ones filled my head, flowing like the blood that gushed out of my heart . I navigated through the memory, and only love I saw. I returned a little girl , time-confused, sitting in a boat on the Nile, smiling under the sun.

"We're here. We'll save you." The sound of rescue team hung like an echo strayed in the darkness that captivated us. And while all senses began to fade away, the feel of the warm sun on my face remained, drawing me on to where I belong.